تاريخ العصور الوسطى من أذربيجان
إن القرون من الثالث إلى الثامن عشر تعتبر قرونا وسطى في التاريخ الأذربيجاني. حيث أنه في هذا التاريخ قد حدثت أحداث كثيرة في حياة أذربيجان الدينية و الثقافية و السياسية. و أصبحت اللغة التركية لغة أساسية و بدأت القوميات قليلة العدد تستعمل هذه اللغة للتواصل فيما بينهم. على الرغم من أن النسبة القليلة من الأتراك كان يعبد الله و لكن أغلبية الأتراك كانوا مجوسيين.
كانت توجد في أذربيجان دولة ألبانيا حتى القرن السابع. إنها كانت تابعة لدولة الساسانيين جزئيا في العصور المعينة و في الوقت نفسه كانت لها سياستها المستقلة. و قد أنشئت قلاع تورباق قلاع على شاطئ نهر ألازان و جوور قلاع في منطقة أغدام و جافانشير قلاع في منطقة إسماعيلي دفاعا عن البلد من الأعداء. و أراضي أذربيجان الجنوبية و هي حاليا أراضي جمهورية إيران الإسلامية الشمالية كانت تابعة تماما لدولة الساسانيين.
رغم أن المجوسية كانت موجودة آنذاك في أراضي أذربيجان و قد بدأت المسيحية تنتشر أيضا في القرن الرابع. و آتشقاه الموجودة في مدينة باكو من آثار تلك العصور. إن آتشقاه كلمة تطلق على معبد عبدة النار.
إن بداية نمو الشعب التركي – الأذربيجاني في أراضي أذربيجان تشمل هذه العصور. و قد بدأ شعبنا ينمو على أساس فرع أغوز من فروع الأتراك.
عندما بدأت الفتوحات الإسلامية العربية في النصف الأول من القرن السابع شملت أذربيجان أيضا و أصبحت أراضي أذربيجان داخلة ضمن الخلافة الإسلامية العربية و تم إنهيار دولة ألبانيا و تشرف شعبنا الأذربيجاني بالإسلام. و في سنة 861 أسست دولة شيرفانشاهلار و إستمرت إلى سنة 1538 و لعبت دورا مهما في حياة أذربيجان بما فيها في حياة الشرق الأدنى و الشرق الأوسط. و قد كانت دولة شيرفانشاهلار حليفة التيموريين عندما هاجموا على الأراضي الغربية و العثمانيين. كما أن أراضي أذربيجان أصبحت تحت سيطرة سلجوقيين في النصف الثانى من القرن الحادي عشر و بعد أن ضعفت دولة السلجوقيين نشأت دولة آتابيلار الأذربيجانية في أراضي أذربيجان الغربية و الجنوبية. و كانت عاصمة هذه الدولة كنجه و تبريز و ناختشيفان في العهود المختلفة. و كانت تمتد حدودها إلى الأراضي الشمالية لجمهورية العراق الحالية.
و قد تمت مرحلة نمو الشعب الأذربيجاني الحديث بمجيئ السلجوقيين إلى أذربيجان.
إن مجمع قصر شيرفانشاهلار و قلعة عذراء و قلاع مردكان في مدينة باكو و جسر خودافرين من آثار هذا العهد التاريخيية.
إن تاريخ أذربيجان بعد عام 1501 يرتبط إرتباطا قويا بنشوء دولة الصفويين الأذربيجانية و نموها و إنهيارها. للصفويين دور ملحوظ في تحديد أراضي أذربيجان الحالية. إن الأراضي التي كانت تحت سيطرة دولة الصفويين كانت تمتد إلى حدود أفغانستان في الشرق و إلى تركيا في الغرب و إلى الخليج الإيراني جنوبا و إلى جبال قوقاز شمالا و اللغة الأذربيجانية كانت لغة الدولة الرسمية.
و من الآثار و التحف المعمارية لهذا العهد مقبرة الشيخ جنيد التي تم بناءها في سنة 1544 في قرية حزره لمنطقة قوسار و بوابات باكو الشرقية. فضلا عن ذلك من المناسب أن نذكر آتشقاه في مدينة باكو والذي تم بناءه من قبل التجار الهنود و هو يجسد النار التي عبدها الأذربيجانيون قبل الإسلام. آتشقاه كلمة تطلق على معبد عبدة النار. بعد إنهيار دولة الصفويين إنقسمت أراضي أذربيجان الشمالية و الجنوبية إلى خانات (ممالك) مستقلة.